جانب من ندوة حول أدب الطفل بالمعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب

نظمت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، يوم الجمعة 20 دجنبر 2024، لقاءً فكريًا ضمن فعاليات المعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب، خصص لتسليط الضوء على أدب الطفل وتعزيز الإبداع الأدبي الموجه للصغار. تناول اللقاء دور رجال ونساء التعليم في النهوض بهذا النوع الأدبي، عبر تبادل الخبرات والتجارب بين المشاركين، ومناقشة تحديات الكتابة للأطفال في ظل الرؤى المستقبلية لهذا المجال.

خلال الندوة، تم التطرق إلى أهمية تكريس ثقافة الاعتراف بالمبدعين في مجال أدب الطفل، ودور الأدب في غرس القيم الإنسانية لدى الأجيال الناشئة. كما تم فتح النقاش حول السبل الكفيلة بتطوير أدب الطفل ليواكب متطلبات العصر وتحدياته.

من واقع تجربته، أكد أستاذ التربية الموسيقية محمد خلفاوي على أهمية الإنتاجات الإبداعية كمكون جوهري في المجال التربوي، مشيرًا إلى أن مواد التفتح تحظى بإقبال كبير من التلاميذ، حيث يجدون فيها متعتهم، مما يسهم في تنمية الجانب الوجداني لديهم، ويعزز قدرتهم على التعبير عن الذات والانفتاح الثقافي. كما تسهم هذه المواد في استكشاف تراث البلاد والتعرف على الأنماط الموسيقية المغربية، مما يطور الذوق الجمالي وينعكس إيجابًا على الحس الفني للفرد.

ويذكر أن محمد خلفاوي فاز بالجائزة الوطنية للاستحقاق الثقافي والفني في صنف النشيد التربوي  لألبومه “صوت القسم”، المنظمة من طرف مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية بشراكة مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة . 

وفي هذا السياق، استعرض القاص مصطفى لغنيم تجربته الفنية وفوزه بالجائزة الوطنية للاستحقاق الثقافي والفني في صنف الحكاية عن عمله “سعداتك يا فاعل الخير”، مشيرًا إلى أن تسليط الضوء على مثل هذه الإبداعات يمثل فرصة ثمينة للاعتراف بالجهود الإبداعية والتعريف بالإنتاجات الثقافية.

وأكد لغنيم على أن الفوز بجائزة الاستحقاق الفني والثقافي يعكس أهمية منظومة القيم كمدخل أساسي في التربية والتأثير المجتمعي. فالحكاية، كوسيط تربوي وفني، تمثل بوابة رئيسية لترسيخ القيم داخل المجتمع وتعزيز الاندماج والتفاعل الإيجابي. وفي ظل المتغيرات الحالية، برز رهان الحكاية الشعبية في مواجهة تحديات القيم المتغيرة عالميًا، سواء على صعيد الفكر والقيم الكونية أو التحولات الرقمية المتسارعة.

وثمن لغنيم دور الحكاية الشعبية كأداة تربوية لتعزيز الثقة بالنفس، تقدير الذات، والانخراط الإيجابي داخل المجتمع. ورواية “سعداتك يا فاعل الخير” تعد نموذجًا ملموسًا يبرز كيف يمكن للقيم الأصيلة أن تجد مكانها في واقعنا الحديث، بما يعزز الهوية الثقافية ويعالج الاختلافات المطروحة.

ومن جهته، قدم الفنان التشكيلي محمد الزوين تجربة مبتكرة من خلال ربط الصورة بالكلمة عبر القصة المصورة، التي تتضمن عناصر مميزة مثل الفقاعات والخطوط والحركات، مما يجعلها أداة فعّالة في حصصه التعليمية مع الأطفال. هذه التجربة تهدف إلى مساعدة الأطفال على استكشاف بيئتهم وفهم العالم من حولهم، مما يسهم في بناء شخصياتهم وتعزيز تواصلهم مع المجتمع.

أبرز الزوين أن أدب الطفل يمثل وسيلة أساسية لتوجيه الأطفال نحو استثمار خيالهم الخصب في الإبداع واكتساب التصرفات الإيجابية، خاصة في ظل تحديات العالم الرقمي وتأثيراته السلبية. وأوضح أن أدب الطفل في الثقافة المغربية يواجه العديد من التحديات التي تتطلب تعزيز الكتابات الموجهة للصغار، وتطوير أساليب تعليمية مبتكرة تشجعهم على القراءة والكتابة.

وأكد الفنان التشكيلي أن التكامل بين النص والصورة في قصص الأطفال يعد أساسيًا لفهمهم الكامل للمحتوى، ويعزز تطوير مهاراتهم اللغوية والاجتماعية. وأشار أيضًا إلى أهمية دور الآباء كركيزة أساسية في غرس قيم حب الوطن والأخلاق، وتعزيز التواصل الفعّال مع الطفل، الأمر الذي ينعكس إيجابًا على ثقته بنفسه وقدرته على التفاعل الإيجابي مع مجتمعه.