رفوف فارغة، وأكياس تضم ما تبقى من الكتب والقصص، ووجوه يملؤها الفرح والسعادة، هكذا تبدو الأجواء مساء يوم الأربعاء 22 نونبر 2023، بفضاء المعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب، الذي نظم في مدينة الدار البيضاء.
هي تفاصيل ما قبل نهاية فعاليات المعرض الذي افتتح أبوابه قبل أسبوع، ليسجل نفسه حدثا ثقافيا استثنائيا، هدفه تشجيع الشباب والأطفال على القراءة وتوفير فرصة لتطوير أدب الطفل من خلال الاطلاع على مختلف التجارب الثقافية لدول مختلفة.
عند البوابة الرئيسية للمعرض، بدأت حركة خروج الأطفال والزوار بأياد تثقلها الكتب، ووجوه تعلوها علامات الرضا عن الفعاليات والورشات المقدمة في المعرض. يقول أحمد، وهو طفل في سن الثانية عشرة من العمر: “أنا جد مسرور بزيارتي للمعرض، شاركت في ورشة الرسم وصناعة الدمى واقتنيت العديد من القصص لي ولأخي”، وبجانب أحمد العديد من الأطفال والشباب الذين يأملون تكرار التجربة وعيونهم لا تكاد تفارق المعرض.
في قلب الجلبة الناجمة عن كثافة الحضور، تباع آخر الكتب المتبقية في الرفوف. يروي إبراهيم، وهو عارض كتب داخل فضاء المعرض، عن استنفاد الكتب داخل رواقه ويقول بفخر: “كان الإقبال كبيرا على قصص الأطفال كقصص جحا والأنبياء…وبخصوص المبيعات فقد حققت المتوقع خاصة في اليومين الأخيرين”. وفي الجوار عارض آخر، يشيد بمبادرة تنظيم المعرض ويأمل تنظيمها في مناسبات أخرى مشابهة.
داخل فضاء الورشات، بقايا الألوان والصباغة فوق طاولات الأطفال، وصور أعمالهم معلقة على جدران الرواق كبصمة تشهد على مرورهم بها. منظمون يؤكدون نجاح هذه النسخة بتحقيقها لكل الأهداف: “الأجواء مرت بسلام والأطفال كانوا جد مسرورين بالأنشطة”، هكذا عبرت سمية، منظمة ورشات “تعبيرات فنية وألعاب”، وهو فضــاء خصص للتعبيــر الإبداعي، وقدم العديد مــن الأنشطة الــي أتاحت للمشاركين فرصة للاستكشاف وتحفيـــز الخيال والاحتفـــاء بالفـــن بجميــع أشـــكاله، مع السماح للمشاركين بالتعبير عن أنفسهم والإبـــداع.
داخل الفضاء الرقمي، حيث التقى الأطفال بالمعرفة والتكنولوجيا والتجارب الرقمية الاستثنائية، واجتمع عشاق التكنولوجيا ومحبو الألعاب الإلكترونية داخل جو مفعم بالترفيه والتثقيف، بالإضافة إلى “ماستر كلاس” الذي قَدم دروسا متنوعة في مجال التكنولوجيا و التصميم الغرافيكي والألعاب التعليمية والرياضة الإلكترونية وغيرها من الورشات.
أبدت نهيلة، وهي مؤطرة، استحسانها لهذه النسخة التي اعتبرتها استثنائية، وطبعت ردود فعل إيجابية من طرف الزوار: “لاحظت أن المعرض خلف ارتسامات جيدة عند الأطفال والشباب، حيث برز اهتمام كبير بالألعاب الإلكترونية، و إقبال جيد على الماستر كلاس من طرف الشباب… وهذه أول مرة يتم إدراج فضاء خاص بالألعاب الإلكترونية في أحد المعارض الخاصة بالكتاب، خاصة في وجود ألعاب تربوية تعمل على ترسيخ قيم نبيلة”.
“الأطفال استمتعوا بالورشات… وخرجوا بفكرة حول الشخصيات المصورة والزمن والمكان”، تقول بدورها المؤطرة أمنية في رواق “إبداع بالقصص المصورة”، مشيدة بالإقبال الكبير الذي شهده الفضاء منذ بداية المعرض، حيث كانت تنظم على مدار الساعة ورشات مختلفة ومتنوعة للأطفال، كورشة قصة الجيب المصورة وورشة الرسم السردي وورشة تصميم شخصيات باستخدام قطع ورقية، وورشة الجمع بين الكلمة والصورة وغيرها من الورشات التي سمحت للأطفال بالانغماس بعمق في الفن المصور والتعبير عن قصص حقيقة في رسومات إبداعية.