يأتي تنظيم الدورة الثانية للمعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب بمدينة الدار البيضاء تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وذلك بعد دورة أولى ناجحة حظيت بنفس الرعاية السامية ليستكمل هذا المعرض مساره الذي يرسمه في أفق تكريس صورته كموعد ثقافي دولي يساهم في إشعاع الكتاب المغربي باعتباره حاملا وسفيرا للثقافة المغربية.

إن تنظيم معرض دولي خاص بكتاب الطفل والشباب ينبع من اقتناع وثيق بأن صناعة أجيال الغد لا تنجح دون رهان على المعرفة كخيار استراتيجي، ولما كانت المعرفة اقتصادا يحتاج إلى تخطيط قوامه بناء الإنسان أولا، ومن خلاله بقية عناصر التقدم الأخرى؛ فإن تنظيم معرض للكتاب يقع في صميم هذا التخطيط، لأنه يخلق فرصة اللقاء الثلاثي بين الكتاب والكاتب والقارئ، بما هي فرصة تتحقق فيها المعرفة، وتنفتح فيها آفاق الإدراك، وتنبثق فيها ملكة الابتكار والإبداع لدى صغارنا وشبابنا، لينطلقوا منها في مسيرة صناعة وعيهم كقادة للمستقبل.

بهذا التصور، ومن هذا المنطلق؛ تنظم وزارة الشباب والثقافة والتواصل الدورة الثانية للمعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب، بشراكة مع ولاية جهة الدار البيضاء سطات وجماعة الدار البيضاء. دورة تواصل تعزيز جاذبيتها الدولية من خلال مشاركة دور نشر مغربية، وأخرى أجنبية تمثل أكثر من ثلاثين بلدا صديقا وشقيقا، وتحتضن فعاليات وورشات تراهن على غرس عادة القراءة كسلوك يومي في حياة أبنائنا، وتعزيز علاقة النشء بالكتاب كصديق لهم مدى العمر.

ولما كان لكل كتاب قارئه، ولكل قارئ كتابه، فإن المعرض الدولي للكتاب الطفل والشباب يضع ضمن أولوياته الاستجابة  لكافة الانتظارات، وتلبية كل الأذواق من خلال تقديم عرض وثائقي متنوع، إلى جانب عرض ثقافي غني وهادف، وبهذين العرضين يخاطب هذا المعرض الأجيال المختلفة، فيقول للأطفال هي ذي فرصتكم للاطلاع على جديد الإصدارات التي تناسب أذواقكم وأعماركم، كما يقول لأولياء الأسر من الآباء والأمهات: هو ذا فضاء أخر يحقق فيه أبناؤكم متعة الاكتشاف ولذة المعرفة، فيما يقول لصناع الكتاب من مقاولات النشر والمؤلفين والرسامين: هو ذا معرضكم الذي يمثل منصة للتعريف بصناعتكم وإبداعاتكم، ولهؤلاء جميعا نقول: زوروا معرض الكتاب بفضاء أنفا بارك طيلة الفترة ما بين 14 و 24 ديسمبر 2024 فزيارة معرض للكتاب علامة على مجتمع حيوي، يصنع حاضره، ويخطط لمستقبل أبنائه.