Search
Close this search box.

انسجام الصورة والنص ضرورة للكتابة للطفل.. 
موضوع ندوة في المعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب انسجام الصورة والنص ضرورة للكتابة للطفل.. 

جمعت إشكالية تكامل النص والصورة في الكتابة الطفل، رسامين وكتابا مغاربة في ندوة تحت عنوان “الكتابة بالألوان والرسم بالكلمات: لقاء الكاتب والرسام”، ضمن فعاليات المعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب، يوم الثلاثاء 21  نونبر 2023.  

الندوة خصصت لمناقشة العلاقة بين الصورة والنص المكتوب، والحدود الممكنة لتدخل الرسام في النص وتدخل الكاتب في الرسومات. وشارك في هذا اللقاء كل من الكاتبة كريمة دلياس، والرسام عزيز سيد، والكاتب زهير قاسيمي، والرسام عبد الله درقاوي، مع تولي الناقد والشاعر عمر العسري مهمة التسيير.

خيال الرسام

“الرسم للطفل لا يقتصر على رسم الأشكال فقط، بل يتعلق الأمر بكيفية توظيف الألوان واستخراج صورة جمالية  للتعبير عن القصة المكتوبة”، هكذا افتتحت الكاتبة المغربية كريمة دلياس مداخلتها، مثيرة ثلاثة عناصر مهمة في الكتابة بالألوان والرسم بالكلمات. أول تلك العناصر يهم الطفل وعلاقته بالكتاب، انطلاقا من عنوان وغلاف الكاتب ودوره في جذب القارئ، بحيث تثير هذه العلاقة المشتركة بينهما انتباه الطفل وتحفزه على استكشاف ما وراء الحكاية، “فكل طفل لديه ميول لشخصيات معينة، و رؤيته لتلك الألوان والأشكال تجعل أسئلة جوهرية حول الكتاب تتبادر إلى ذهنه”. 

أما العنصر الثاني، فيتعلق، حسب دلياس، بالجانب الإبداعي، وهو مجموعة من المواقف والأحداث التي شاهدها الكاتب في الطفولة، انطلاقا من خياله ومن ذكرياته. فيما يبحث العنصر الثالث في العلاقة بين الكاتب والرسام، والتي تتطلب اشتغالهما معا من أجل إخراج مشاهد منسجمة تربط بين النص والصورة، وبالتالي إخراج قصة متكاملة.

من جهته الرسام المغربي عزيز سيد، تحدث عن دور الرسام في نقل التعبير الجمالي في كتب الأطفال، قائلا: “دور الرسام لا يقتصر فقط على الرسم وإنما يتجاوز ذلك في تشكيل واختيار الألوان المناسبة للنص في صيغة جمالية وفنية “. مشيرا إلى أن خيال الرسام مهم لالتقاط الصور الكامنة وراء مقاطع  القصة.

الرسام والكاتب.. تأثير متبادل

في تفاعل المقروء والمُشاهَد، والتفكير في التاريخ  والرموز، يقول الكاتب زهير القاسمي: “يتخيل الكاتب ما يكتب والرسام يرسم ما يتخيل الكاتب”. فالكتابة للطفل هي جنس خالص يتأسس على قواعد جمالية وإبداعية سواء في الكتابة أو الرسم، وتتميز بأسلوب سهل وشيق تتدفق  داخله الأفكار بشكل انسيابي، مع وجود روح المرح داخل القصة، وضرورة تزويدها بالقيم النبيلة.

ويضيف القاسمي، أنه على الرغم من أن الكاتب للطفل راشد، “إلا أن الكتابة له تستدي رجوع الكاتب للطفل الذي كانه، ومن أراد أن يكتب للطفل عليه أن يكون طفلا”، من خلال ذكريات الطفولة والخيال.

ومن خصائص إنتاج الكتب للأطفال يوضح المتدخل أنه “لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون خاليا من رسومات وصور تغني خياله في عوالم الإبداع وتجعله يبدع أيضا”. وفي الكتابة أيضا وجب على الكاتب استخدام مفردات يحبها الطفل لتقريبه للكتاب منه، والاشتغال على جذبه بألوان تعبر عن الكلمات المكتوبة في النص: “فالكاتب المهتم بالكتابة للأطفال يرسم بالكلمات عالم جميلا”.

دور الجمالية

عن تحقيق الانسجام بين الفرشاة والنصوص في تجربة الفنان التشكيلي ورسام الكاريكاتير عبد الله درقاوي، فإن نجاح القصة الموجهة للطفل يكمن في تحقيقها للمتعة الجمالية في نفسية الطفل بما تتضمنه من رسومات وصور وتصاميم تغري الطفل حسيا وبصريا بالمتابعة، فالإخراج الفني يلعب دورا كبيرا في جذب القارئ وتنمية خياله وأحاسيسه الجمالية.

كما أضاف أن الألوان من العناصر الفنية التي تشوق الطفل وتثيره وتجسد ما يقوله النص، فإذا كان الرسام موفقا في رسوماته واختيار الألوان فإن ذلك يؤثر على النص تأثيرا إيجابيا”، فالرسام يحول النص القصصي إلى عالم من الخيال ومعاني النص إلى لوحات فنية تتناسب مع قدرات الأطفال على استخدام أبصارهم وحواسهم من أجل استيعاب القصة، وتجسيد الشخصيات في الأزياء وتعابير الوجه وحركات الجسد والأماكن والطبيعة.