يشكّل المعرض الدولي لكتاب الأطفال والشباب حدثًا زاخرًا بالاكتشافات الثقافية واللقاءات الأدبية. ومن بين فعالياته المميزة، تبرز ورشة “فن الكتابة”، المصمّمة خصيصًا للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و15 عامًا، كفضاء فريد يستهدف عقول الشباب المبدع. تهدف الورشة إلى تعريف الأطفال بأساسيات الإبداع الأدبي عبر أنشطة ترفيهية وتفاعلية.
إيقاظ حس الكتابة منذ الطفولة
تحت إشراف مؤطرين شغوفين، يتعلّم الأطفال كيفية اختيار شخصيات مثيرة، وتخيّل بيئات وأحداث جذابة، وصياغة قصص مبهرة، حيث يمكن للأطفال تحويل أفكارهم إلى قصص مصورة بالاعتماد على خيالهم الواسع، رغم افتقارهم إلى الأدوات اللازمة، إلا أن الورشة تمنحهم إياها مع الحفاظ على عفويتهم وأسلوبهم الخاص.
منهجية ترفيهية وتفاعلية
تعتمد الورشة على أسلوب تعليمي ممتع؛ شخصيات لاصقة، دفاتر قصص، وتقنيات العمل الجماعي لإشراك كل طفل بحسب قدراته واهتماماته. وتشمل الأنشطة تمارين جماعية يقدّم فيها الأطفال القصص التي أبدعوها أثناء الورشة، لإبراز أهمية العمل الجماعي في الإبداع الفني.
وبهدف تحفيز الأطفال على متابعة مسيرتهم الأدبية، يغادر كل مشارك المعرض حاملًا أول “رواية” من تأليفه، تتضمن النصوص التي كتبها خلال الورشة. ويتمكن الآباء، والمعلمون، والمرافقون من الاطلاع على هذه الإبداعات والاحتفاء بإنجازات المشاركين الصغار. كما يقوم منشطو الورشات بتشجيع الأطفال الذين يبدون شغفًا بالكتابة، على مواصلة مسيرتهم الإبداعية ونصحهم بالمشاركة في مسابقات الكتابة للشباب أو لنشر نصوصهم في مجلات وعلى الصفحات المخصصة لإبداعات الشباب في الجرائد.
فرصة للأهل والمربين
لا يقتصر تأثير الورشة على الأطفال فقط، بل يوفر أيضًا أدوات قيّمة للكبار الذين يرافقونهم. يمكن للأهل والمعلمين استلهام الأفكار من الأنشطة المقترحة لتعزيز حب الكتابة لدى الأطفال بشكل يومي. كما تعتبر فرصة استثنائية للأطفال لاستكشاف إمكاناتهم الأدبية. فكل كاتب عظيم كان يومًا ما طفلًا حالِمًا يحمل قلمًا ودفترًا صغيرًا.